إطلاق دليل إرشاديّ للإعلاميين العرب لتّغطية انتشار الأوبئة "كورونا نموذجاً"

Image: 
31 كانون ثاني 2021

معهد الإعلام الأردنيّ – عمّان

أطلق معهد الإعلام الأردنيّ، الأحد، دليلاً إرشاديّاً للإعلاميين العرب حول أُسس التغطية الإعلاميّة المتخصّصة في زمن انتشار الأوبئة من خلال التركيز على جائحة "كورونا"، بدعم من أكاديميّة دويتشه فيله الألمانيّة.

ويهدف الدّليل، الذي أعدّه فريق مرصد مصداقيّة الإعلام الأردني "أكيد" في معهد الإعلام الأردنيّ، إلى تقديم خارطة طريق للإعلاميين العرب تساعدهم في صياغة خطاب إعلاميّ مهنيّ، وللمساهمة في رفع سويّة الأداء الإعلامي في تغطية انتشار الأوبئة.

كما يسعى الدّليل إلى تنمية المهارات النّظريّة والعمليّة الإعلاميين العرب وكيفيّة تعاملهم مع المخالفات المهنيّة والأخلاقيّة التي يمكن أن يقع بها الإعلام في تغطية الشأن الصحّي المرتبط بالأوبئة بشكل عام، وبـ "كورونا" بشكل خاص.

وقال عميد المعهد بالإنابة الأستاذ الدكتور عبدالحكيم الحسباني في حفل إطلاق الدّليل بحضور مجموعة من الصحفيين والمتخصّصين في الإعلام إنّ الدّليل يلتقط لحظة إعلاميّة استشنائيّة فرضتها جائحة "كورونا" ويحوّلها إلى منتج سياقيّ تجريبيّ، فبالتّالي هو ينقلنا من مجال البحث النّظريّ في الإعلام إلى الدّراسات التّجريبيّة.

وأضاف الدكتور الحسباني أنّ الدّليل، الذي يمتاز بالفرادة والاستثنائيّة، يبني على جهد مرصد "أكيد" في نشر ثقافة التحقّق بين الصحفيين والإعلاميين من جهة، وبين جمهور القرّاء والمتابعين من جهة أخرى.

من جهته قال مدير تحرير مرصد "أكيد" الأستاذ طه درويش إنّ الدّليل هو نتاج جهد أسرة تحرير المرصد منذ شهر آذار الماضي لرصد كل ما يتعلّق بجائحة "كورونا"، مُضيفاً أنّ الدّليل يُشير إلى أكثر من 100 تقرير متخصّص، استقى فريق المرصد من خلال هذه التقارير أهم المبادئ الأخلاقيّة والمهنيّة والقانونية التي تحكم مثل هذه التغطيات.

ويتكوّن الدّليل من عّدّة فصول تناولت الدّراسات السّابقة التي تناولت تغطية الأوبئة، نماذج تحقّق من معلومات نشرتها وسائل إعلام عن جائحة "كورونا" أجراها مرصد "أكيد"، إضافةً إلى نماذج تحقّق من معلومات غير صحيحة عن "كورونا" نشرتها مراصد عربيّة وعالميّة.

ويتضمّن الدّليل فصلاً عن التنمّر الإلكترونيّ كحالة رافقت انتشار الفيروس واستوجبت المعالجة، كما اختتم الدّليل بمدوّنة سلوك مقترحة على الإعلاميين العرب تضمّنت أفضل الممارسات بما يخصّ التّغطيات الإعلاميّة للأوبئة، إضافةً إلى لائحة من التّوصيات التي تهدف للارتقاء بالتغطيات الإعلاميّة في هذا الشّأن.

وأشار الأستاذ ماجد توبة من جريدة الغد إلى الحاجة لهذا الدّليل بخاصّة مع انتشار استخدام وسائل التّواصل الاجتماعيّ، والتدفّق الكبير للمعلومات والأخبار والصّور والفيديوهات.

وأيّدت ذلك الأستاذة كوثر صوالحة من صحيفة الدّستور، مُشيرة إلى أنّه يُمكن إسقاط محتوى هذا الدّليل على أيّ ظرف طارئ قد يستجدّ في الأردن والمنطقة.

من جانبه، دعا الأستاذ خالد القضاة، وهو عضو مجلس نقابة الصحفيين، إلى البناء على ما تمّ إنجازه في هذا الدّليل، وتطوير سُبل للبحث في أسباب انتشار الشّائعات والأخبار غير الصّحيحة، واقتراح مشاريع قوانين تُعالج هذه الاختلالات.

أمّا الدكتور ابراهيم الخصاونة، وهو رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون في جامعة البترا، فقال إنّ دخول وسائل التّواصل الاجتماعيّ يزيد من الحاجة إلى التحقّق من صحّة ما يتمّ تداوله، كما أنّ ظهور ثقافة التحقق من صحّة العمل الإعلاميّ يوجّه العاملين في هذا المجال ليكون عملهم مسؤولاً أكثر.

ويجدر الإشارة إلى أنّ مرصد "أكيد" هو أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني بتمويل من صندوق الملك عبدالله للتنمية، وهو يُعنى بنشر ثقافة المساءلة الإعلاميّة وسط وسائل الإعلام والصحفيين والمجتمع، ويُشجّع تبنّي الجمهور لممارسات يوميّة في التحقّق من الأخبار.

yes