أولاً: المجال الأكاديمي
استمر المعهد في تطبيق سياسة الجودة والتي انعكست بشكل كبير على سمعة المعهد ومكانته من خلال تحسين مستوى الطلبة المقبولين في المعهد وتحسين معايير عملية التنافس ومستوى الامتحانات، على الرغم من زيادة الرسوم الدراسية. يتضح ذلك من نوعية الطلبة في آخر عامين. كما هو الحال في تحسين مستوى ونوعية العملية التعليمية ويمكن قياس ذلك بعدة مؤشرات لعل من بينها تراجع اعتماد الطلبة على نقل الواجبات والمواد عن الإنترنت (السرقات العلمية)، بعد المتابعة الحثيثة وتطبيق النظام الأخلاقي وتعليمات حقوق الملكية الفكرية، كذلك زيادة تنظيم الجانب التطبيقي في المواد الدراسية. كما هو الحال في تحسين مستوى مشاريع التخرج والتأكد من مطابقتها للدليل الذي أُعد لهذه الغاية، كما حققت بحوث الرسائل التي يعدها طلبة مسار الرسالة حضوراً مهماً على الساحتين الإعلامية والأكاديمية، نظراً لنوعية موضوعاتها وجودة إعدادها.
شهد هذا العام تخريج الفوج الثامن، ومجموع عدد الخريجين بلغ (34) طالباً وطالبة من مساري الشامل والرسالة، واستقبل المعهد (29) طالباً وطالبة في الدفعة التاسعة؛ (20) في مسار الشامل و (9) في مسار الرسالة، وحافظ المعهد على مستوى التنافسية بين الطلبة.
على مستوى الأداء الأكاديمي حافظ الطلبة على مستوى جيد جداً في نتائج التحصيل الأكاديمي، وحافظ الطلبة على الالتزام بالحضور بالنسب المطلوبة، كما تم ضبط وتطوير الجانب التطبيقي في معظم المواد الدراسية حيث تم إصدار تعليمات واضحة تنظم هذا الشأن، كما تم إعادة تفعيل موقع الطلبة (صحافيون) على الشبكة الخارجية.
مجموع الرسائل التي نوقشت خلال هذا العام (13) رسالة ماجستير بعد أن مرت بكافة الإجراءات الأكاديمية والإدارية، كما أعد الطلبة خلال هذا العام (21) مشروع تخرج جميعها اجتازت المعايير المطلوبة. وتم خلال هذا العام تنفيذ (44) نشاطاً طلابياً تنوّعت بين المحاضرات وورش العمل والبرامج التدريبية، إضافة إلى مشاركة (14) طالباً وطالبة في برامج تبادل طلابي خارجي شملت لبنان وألمانيا والنمسا.
بلغ عدد خريجي المعهد حتى الفوج الثامن ونهاية الفصل الدراسي الأول للعام الجامعي 2017/2018 (189) طالباً وطالبة، منهم (78.06%) أردنيين ونحو (21.93%) من جنسيات عربية أخرى، وهناك (49.68%) ذكور مقابل (50.32%) إناث. وتفيد قاعدة بيانات خريجي المعهد التي تم تطويرها في عام 2016 ويتم تحديثها باستمرار إلى أن (90.4%) من خريجي المعهد يعملون وهناك (4.8%) يكملون دراسة في برامج الدكتوراة و(4.8%) لا يعملون.
ثانياً: مجال المشاريع والبحوث
شهد عام 2017 توسعاً كبيراً في المشاريع الإعلامية التي نفذها المعهد وفي مشاريع البحوث في مجالات الاتصال والإعلام، والنصيب الأكبر من الدورات التدريبية التي نفذت ضمن المشاريع، فلقد تعامل المعهد مع (10) مشاريع خلال عام 2017 بعضها كان قائماً من قبل وبعضها تم البدء به خلال هذا العام، وتم تنفيذ وإغلاق (4) مشاريع خلال هذا العام هي: مشروع التربية الإعلامية والمعلوماتية، ومشروع بناء قدرات الإذاعات المحلية، ومشروع توثيق تراث الثورة العربية الكبرى في الصحافة العربية والأمريكية، ومشروع دعم قدرات الشباب في المحافظات في المساءلة والمشاركة من خلال الإعلام. جميع هذه المشاريع نفّذت بالكامل وكان تقييم الشركاء لها جيد.
أما المشاريع الجديدة التي ما تزال قائمة ومستمرة في عام 2018 فهي مشروع التعاون مع اليونيسيف في مجال تعزيز جودة كتابة التقارير الصحافية لتغطية قضايا وحماية الطفل في الأردن، ومشروع التعاون مع وكالة الإنماء الأمريكية (USAID) في تطوير استراتيجيات وخطط عمل في الاتصال السكاني، ومشروع ميدميديا بالتعاون مع (BBC Media Action) وبتمويل الاتحاد الأوروبي ضمن مشروع "ميدان" لدعم إصلاح الإعلام في منطقة المتوسط، وقد واجه المشروع السابق تعثراً في السنوات السابقة واستطاع المعهد خلال العام 2017 تجاوز معظم المشاكل السابقة.
وفيما يخص مشروع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) الذي ينفذ بتمويل من صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية فقد حصل المعهد على التمويل كاملاً لعام 2017 وجدد اتفاقيته صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية لعام 2018.
لقد اشتملت بعض المشاريع السابقة على أعمال بحثية أساسية مثل إعداد أوراق السياسات العامة وإعداد الأدلة التدريبية والمناهج التعليمية والاستراتيجيات وخطط العمل. كما نفذ المعهد دراسة مؤشر الثقة لصالح المجلس الوطني للإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونفذ دراسة واسعة لتقييم نظم تعليم الصحافة والإعلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لم تعلن نتائجها إلى هذا الوقت
ثالثاً: مجال التدريب
شهد عمل المعهد في مجال التدريب وبناء القدرات تطوراً كبيراً وهو الأكبر في تاريخ المعهد، وإن كان معظم التدريب يأتي من خلال المشاريع وليس من خلال التدريب المباشر، فقد نظم المعهد (50) برنامجاً تدريبياً استفاد منها نحو (1,566) مشاركاً خلال العام 2017 مقابل (20) برنامجاً تدريبياً استفاد منها (379) في عام 2016. كما توسعت أعمال المعهد الخارجية في هذا المجال فقد نفذ برامج تدريبية في كل من تونس وموريتانيا والبحرين ولبنان وكردستان، ونفذت برامج في المعهد لمتدربين من السعودية واليمن ومصر ولبنان وسورية.
واستطاع المعهد في هذا العام تنفيذ مشاريع كبيرة في مجال التدريب وبناء القدرات شكّلا إضافة نوعية لمسيرة المعهد، منها مشروع الدبلوم التدريبي في الإنتاج التلفزيوني لصالح وزارة الإعلام البحرينية، شارك في التدريب (60) شاباً وتم تنفيذ التدريب من خلال (18) مدرباً في مجالات الإنتاج التلفزيوني المتعددة الفنية والتحريرية وجميعهم من الأردن، مع وجود مدير للمشروع ومدرب مقيم، ونفذ المشروع التدريبي على مدى ثلاثة أشهر. اشتملت موضوعات التدريب على: مقدمة في الإنتاج التلفزيوني، مقدمة في الصحافة التلفزيونية وفي رواية القصة التلفزيونية (TV Storytelling and Reporting)، الإنتاج التلفزيوني والإخراج التلفزيوني، التقارير التلفزيونية، الصوت والإضاءة والأفلام الوثائقية التلفزيونية.
رابعاً: الإطار المؤسسي
حصل المعهد العام الماضي 2016 على تمويل لمشروع إعادة تأهيل وصيانة مبنى الطابق الأول للمعهد من وزارة التخطيط والتعاون الدولي، وبدأ العمل التنفيذي في المشروع خلال تشرين الثاني 2016، واستكملت أعمال الصيانة والتجديد في شباط 2017. باستكمال أعمال التجديد وإعادة تأهيل المبنى تمت مضاعفة الطاقة الاستيعابية للمعهد وإمكانياته كما يلي: غرفة أخبار جديدة تم تجهيزها بأجهزة الحاسوب والأثاث المطلوب، خمس قاعات تدريب وتعليم جديدة تستوعب نحو (100) طالب أو متدرب في الوقت نفسه، وهناك قاعتان تم تصميمهما بجدران زجاجية متحركة بحيث يمكن فتحهما وتحويلهما إلى قاعة كبيرة واحدة تستوعب (180) شخصا يمكن استخدامها للأحداث والمحاضرات العامة، كما تم توفير تسعة مكاتب إدارية جديدة، وتم توفير أثاث بما يلبي نحو (70%) من حاجات المبنى بتبرع من السفارة الأمريكية في عمان.
تم دعم المكتبة خلال عام 2017 بنحو (880) كتاباً جديداً، ومنها مجموعة من الكتب والمراجع العلمية المتخصصة في مجالات الاتصال والإعلام والصحافة، قدمتها عائلة البروفسور الراحل ديفيد كلاتيل، أستاذ الصحافة في جامعة كولومبيا الأمريكية، إهداءً لمعهد الإعلام الأردني، كما تم دعم المعهد خلال هذا العام بالمعدات المطلوبة لخدمة التعليم التطبيقي من أجهزة حاسوب وكاميرات بما يفوق الحاجات الحالية.
واستطاع المعهد من خلال أحد المشاريع الممولة من قبل الاتحاد الأوروبي إعادة تجديد كامل الاستديو التلفزيوني. في هذا الوقت زاد حضور المعهد في وسائل الإعلام المحلية والعربية بنسبة (39%) عن العام الماضي، كما نمت أعداد العاملين في المعهد بنسبة (9%) عن العام السابق.
خامساً: الموارد والاستدامة
شهد عام 2017 قفزة نوعية في عمل المعهد في مختلف المجالات وبما يتفق مع كونه مؤسسة غير ربحية سواءً في الإنجاز الأكاديمي أو في المشاريع والتدريب أو في الإطار المؤسسي، ويعكس ذلك نمو حجم العمل المقدر بنمو إنفاق ودخل المعهد بنحو (33%) عن العام السابق، وبنسبة نمو بنحو (56%) عن معدل السنوات الأربع الأخيرة، وتراجع العجز المالي إلى نحو (1.1%) من حجم الإيرادات ما يؤكد أن حجم العمل في عملية تراكم مستمرة، ويأتي ذلك وسط ظروف صعبة ومعقدة تشهدها المؤسسات المشابهة.